حرية التعبير هي قيمة أساسية في المجتمعات الديمقراطية، وهي تسمح لنا جميعا بالتعبير عن آرائنا وادراكاتنا بحرية. في الأكاديميا، تعد حرية التعبير ضرورية لخلق بيئة حيث يمكن بحث ومناقشة القضايا المتنوعة والمعقدة بشكل نقدي، حتى لو كانت مثيرة للجدل. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن بعض أشكال التعبير يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأفكار العنيفة والخطيرة بطريقة تضعضع وجود بيئة تعليمية حاضنة، محمية وآمنة. كيف يمكن التوازن بين الأمرين، خاصة في هذا الوقت المتوتر؟
فيما يلي بعض المبادئ التي ستساعد في ذلك
اعترفوا بالاختلافات
كما هو الحال في أي مجتمع، كذلك أيضًا في المجتمع الإسرائيلي متعدد الثقافات، يأتي الطلاب والطالبات من خلفيات متنوعة، وقد تكون لديهم وجهات نظر مختلفة حول الأحداث الجارية. من المهم إدراك التنوع الموجود، قبوله والسماح به في الفصل الدراسي أيضًا. من الممكن إظهار التعاطف، الحساسية تجاه الآخر وإدراك الصعوبة التي يواجهها، حتى لو لم نتفق معه.
تأكد من استخدام لغة محايدة وحوار محترم
لكل فرد الحق في التعبير عن نفسه بحرية، ولكن يجب أن يتم ذلك باحترام تجاه الآخر. تذكروا أن للكلمات قوة، سواء في اللغة المحكية أو المكتوبة، يمكنك مهاجمة الادعاء أو الفكرة، وليس الشخص. امتنعوا عن تعابير كراهية وعنف، من العبارات المهينة والمزعجة، بما في ذلك التحرش الجنسي، عن رفض الآراء المعارضة، الاستخفاف بها أو الاستهزاء بها، عن الاتهامات الجماعية والافتراءات التي تعمم مجتمعات وشعوب بأكملها.
اجروا الحوار بأسلوب أكاديمي
اعتمدوا في ادعاءاتكم على مصادر موثوقة. حسب الاقتضاء، اربطوا الأمور بالمادة الدراسية في المساق. كونوا على دراية بالتحيزات والأفكار المسبقة التي قد تؤثر على موقفكم، وتحققوا من الافتراضات الأساسية التي شكلتها؛ هل هناك نقاط ضعف، تناقضات أو تفسيرات بديلة لم تأخذوها في الاعتبار؟ كونوا على استعداد لتلقي معلومات جديدة تتحدى تصوراتكم. إذا كان هناك شيء غير واضح بالنسبة لك بشأن ادعاءات الآخرين، فاطرحوا أسئلة حول وجهات النظر المختلفة التي تظهر في المناقشة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعميق فهمكم، مما يؤدي إلى محادثة أكثر ثراءً ومجدية أكثر.
اصغوا لبعضكم البعض، حقًا
عند المشاركة في محادثة، اصغوا جيدًا لما يقوله الآخرون واسمحوا لهم بالتعبير عن آرائهم. تجنبوا محاولة إثبات انهم مخطئون أو التفكير في إجابة مناسبة. اسمحوا لهم بعرض وجهة نظرهم ومحاولة فهمها - حتى لو كانت مختلفة عن وجهة نظركم. المحادثة والمشاركة في حد ذاتها تمنح الشعور للمشاركين بأن صوتهم مسموع، ويساعد الاصغاء على تعزيز الفهم، التسامح والانفتاح.
عززوا المشترك
تذكروا أننا جميعًا هنا من أجل هدف مشترك: الدراسة ضمن اطار الجامعة المفتوحة وتحقيق النجاح الأكاديمي، مع الحفاظ على الصحة النفسية، الأمن الشخصي والشعور بالانتماء للمجتمع. إن التركيز على الآمال والقيم المشتركة هو أكثر فائدة من النقاشات المثيرة للخلاف، ويساهم في تعزيز الحصانة والتعامل بشكل أفضل مع تحديات الواقع الحالي.
اعرفوا أيضا حدود حرية التعبير
تحظى حرية التعبير بأهمية مركزية في دولة ديمقراطية، ولكن لها حدود أيضًا. الجامعة المفتوحة لن تقبل الحوار العنيف، العنصري أو الذي يدعم العنف أو العنصرية أو يحرض على العنف ضد أي فئة مجتمعية. من المهم التوضيح أن الخطاب الشرعي في أوقات التوتر يشمل أيضًا التعبير عن أراء التي تكون موضع جدل جدّي. بالرغم انه قد يسبب الانزعاج وحتى الغضب، هو حوار شرعي طالما أنه ليس عنيفًا، مستهزأ بمضمونه أو يحرض على العنف والعنصرية.
لا تدعوا الأمور تنحدر عن مسارها
عندما يرتفع التوتر وتشتد المشاعر، من المهم معرفة التوقف. خذوا نفسًا عميقًا عدة مرات أو ابتعدوا عن الحوار لبضع دقائق. بإمكان الاستراحة القصيرة تهدئة الموقف، تسمح لكم بالتفكير في وجهات نظر الآخرين، إعادة تنظيم أفكاركم وإجراء حوار مجد أكثر لاحقًا. إذا واجهتم استثناءً لقواعد الحوار - عبارات مسيئة تجاهكم أو تجاه شخص آخر، يمكنكم التوجه الى طاقم التدريس في المساق. إذا صادفتكم عبارات داعمة للأعمال الإرهابية أو تصريحات تحريضية، توجهوا الى عمادة الطلبة.
اظهروا حساسية مفرطة، اليوم أكثر من أي
وقت مضى
في هذه الأيام، حيث أعصاب الجميع متوترة، من المفضل "إخماد النيران" وتجنب استخدام العبارات التي قد تطفح مشاعر صعبة، تعمق الخلافات وتؤذي الآخرين. إن اختيار الكلمات بحكمة وحساسية سيسمح لنا بالحفاظ على التواصل الإيجابي وسيسهل علينا جميعًا اجتياز هذه الفترة معًا. حتى لو تجنبنا في هذه الأيام من الحوار العكسي الذي يمكن أن يكون مدمرًا للمحيط المشترك، فسوف نسعى جاهدين لمواصلة السماح بالتعبير عن الآراء وحتى إجراء مناقشات ساخنة في فترات أكثر هدوءًا.